نحن نعيش في
هذه الأيام قمة إنفجار التقنية والتي بدأت الصعود خلال الخمس سنوات
الماضية وتعدت طموح المستخدم العادي الذي كان يحلم قبل عشرين سنة بأن
يستطيع أن يحمل جهاز إلكتروني معه وبحجم الكف ليتصل عن طريقه بمن يريد
بدلاً من الهاتف الثابت، وقبلها بأربعين سنة أخرى تقريباً كانت فكرة إيصال
الصوت من المستحيلات ولو ذكرت لذلك الجيل لردوا عليك بأنه سحر.
إذن واقعنا الذين نعيشه في هذه الأيام لم
نتوقعه ولم نكن نتخيل بأن يصل الوقت الذي توصل به صوتك وصورتك وأن تكون
معلومات العالم كلها بجيبك وأن تستطيع التواجد في إجتماع مع خبراء في أي
مكان وأنت في مكتبك بالجزائر والكثير من الأمور التي لم نكن نتصورها نحن في
طفولتنا والتي أيضاً يعتبرها أجدادنا من السحر الذي لن يحدث لو ذكر لهم
كمستقبل قادم.
هنا يخطر على بالي دائماً هذا التساؤل (ما
هو مستقبل التقنية الذي نعتبره مستحيل ولكنه سيحدث؟) بالنسبة لي سأجيب
بناء على خيالي وأترك لكم الرأي في احتمالية حدوثه، والبداية ستكون مع
تقرير قرأته قبل سنوات حول تعاون وأبحاث تجري بين علماء المخ والأعصاب
وخبراء التقنية والذين يحاولون قراءة ما في المخ من ذكريات، إذن عليكم أن
تتخيلوا الآن أنك في المستقبل لن تحمل جهاز الجوال في جيبك بل الوضع سيكون
مختلف قليلاً ستتوجه للمستشفى لتركيب شريحة ذكية في رأسك ومنها تتحول انت
إلى شخص مرتبط مخه بالعالم وبأفكارك وخيالك تستطيع أن تتواصل بالصوت
والصورة مع من تريد سواء على جواله إذا كان من جيل الجوالات المتعصبين ضد
تركيب الشرائح في المخ أو على مخه مباشرة إذا كان منفتحاً مثلك ومواكباً
للتقنية ستسألني وكيف سأستقبل الاتصال وأنا مشغول بشئ آخر سأقول لك كوضعك
الحالي عندما تأتيك الفكره ويخطر على بالك شي بالصدفة وتتخيله وتفكر فيه هو
تفكيرك الذي سيصلون له وسيعطونك الفرصة لتتواصل به مع الآخرين.
كذلك ستستطيع تصفح الإنترنت مباشرة من مخك
عن طريق تلك الشريحة وتستطيع مشاركة ذكرياتك مع غيرك بتوجيه بسيط من
أعصابك وكذلك مشاركة أصدقائك طعم ورائحة طعامك الذي تأكله وكذلك ستشاهد ما
تريد من الأفلام وستشارك أصدقائك لما تشاهده بعينك مباشرة، تخيل أيضاً في
ذلك الوقت هل سنحتاج للدراسة والتعليم والقراءة طبعاً لا… لأنه بتركيب
الرقائق الذكية ستتحول إلى شخص معلوماتي في المجال الذي تريده.
سأتوقف عن التخيل الآن وأترك المجال لكم
لإطلاق العنان حول المزايا التي سنحصل عليها بعد تركيب تلك الشريحة ولكن لا
تقل لي مستحيل لأنه لا مستحيل مع العلم والتطور.
0 Comment:
Enregistrer un commentaire